هل هو المتهم الأوحد في القضايا الخطيرة؟
محمد علي مختل عقلي اتهم بمذبحة بني مزار
تقيد الجريمة ضد مجنون، اعتاد رجل الشارع المصري سماع هذه الجملة مع وقوع أي حادث كبير، حيث يضع المسئولون الاحتمال الأول باعتبار الفاعل مجنون أو شخص معتوه.
فبعد حادث إطلاق النار على قطار سمالوط ومقتل وإصابة 6 مسيحيين من أسرة واحدة، كان الناس يراهنون بعضهم أن أول شماعة ستكون أن القاتل غير سوي نفسيا وبالفعل كان هذا أول ما أعلن من التحقيقات الأولية حيث قيل أنه يمر بأزمة نفسية نتيجة خلافات عائلية مما دفعه لارتكاب جريمته.
وهي الشبهة التي نفاها الدكتور مفيد شهاب وزيرالدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية حيث قال أنه لم يثبت صحة ما تردد عن إصابة عامر عاشور المتهم فى حادث إطلاق النارعلى قطارالمنيا بمرض نفسى، مؤكدا انه إنسان طبيعى ولا يعانى من اى أمراض.
ورغم عدم إنكار أحد للجهود التي تبذلها السلطات في مصر للسيطرة على الأوضاع الأمنية ومنع حدوث أي جرائم تعكر الأمن العام ولا السلم الاجتماعي فإنه أيضا لم يعد مقبولا ربط هذه الأحداث الخطيرة بغياب العقل كما حدث في عدة مرات سابقة.
احتجاجات الاقباط على الحادث الأخير
فمنذ أكثر من عامين وقعت جريمة بشعة هزت أرجاء البلاد راح ضحيتها قتيل ونحو 10 مصابين أغلبهم من الأقباط في ثلاثة هجمات متقاربة على كنائس بمحافظة الإسكندرية الساحلية، وسارع المسئولون للإعلان في بيان رسمي أن مريضا نفسيا قتل مسيحيا وأصاب نحو 10 آخرين في اعتداءات شنها علي 3 كنائس في المدينة الساحلية.
وقال البيان أن الفاعل يدعي محمود صلاح الدين عبد الرازق حسين "28 عاما" ويعمل في محل للحلوى بالإسكندرية وأنه مصاب باضطراب نفسي، و أن المعتدي أصاب ثلاثة من المصلين داخل كنيسة مار جرجس ثم جرح ثلاثة آخرين داخل كنيسة القديسين، التي شهدت انفجارا مدويا أوائل هذا العام.
وقال مسئولون أن المرض العقلي الذي يعاني منه حسين هو سبب الاعتداءات وانه لا يوجد دافع سياسي وراءها، و أن المعتدي سب المصلين في الكنيسة الأولي قبل عودته إليها في وقت لاحق، لكن البيان الرسمي نسى أن يقنع الجمهور بتصديق روايته فكيف يمكن لمجنون على هذا النحو بالتجول بين 3 كنائس وإطلاق النار على هذا النحو؟!
تظاهرات الأقباط عقب حادث كنيسة القديسين
وهو ما أعاد للأذهان مذبحة بني مزار التي راح ضحيتها أكثر من 10 قتلى ضحايا لمجزرة بشعة ارتكبت في ليلة واحدة تنقل خلالها الجناة إلى ثلاثة منازل وقاموا بذبح الأبرياء والتمثيل بجثثهم بطريقة بشعة.
وما كان من أجهزة الأمن إلا توقيف أحد المشهود لهم بأنه مختل عقلياً، عبيط القرية التي وقع بها الحادث البشع، على أنه المرتكب الوحيد للمجزرة وأن القتل ليس له علاقة من قريب أو بعيد بجهة تنظيمية معادية، وأعلن الأطباء أنه من السابق لأوانه الحكم على المتهم الذي يخضع للمراقبة لمدة 45 يوماً.
وطالب الخبراء الجهات الرسمية بتقديم الأدلة المادية الدامغة وعرضها على الرأي العام حتى يمكن تصديق ما أعلنوا عنه.. وأكدوا ضرورة إجراء تحاليل طبية لعينات من أمعاء القتلى لبيان ما إذا كان قد تعرضوا لعمليات تخدير سابقة على التنفيذ الجريمة أم لا.
وجاءت نتيجة التحقيقات مذهلة حيث تبين أن الحادثة عبارة عن جريمة سرقة أعضاء بشرية تم ارتكابها بمعرفة جراحين مهرة على نحو لا يمكن معه تصور إقدام الشخص المطعون في عقله بتنفيذها مما دفع القاضي العادل لإلقاء محاضرة أخلاقية وقانونية في حيثيات الحكم ببراءة المتهم.
أقباط يبكون ضحاياهم
وهو ما يطرح التساؤل المهم ، هل كل مذبحة إجرامية تقع في بر مصر لا يقوم به سوى مجنون ؟ وأي عاقل يصدق هذا خصوصا وأن تصريحات المسئولين عادة ما تكون سابقة التجهيز وتعلق جميعها على شماعة الأفون العقلي الذي يدفع لارتكاب مثل هذه الجرائم ، مما يجرد كافة هذه التصريحات من أي مصداقية يمكن أن تنطلي حتى على المختل عقليا .. !!
تاريخ التحديث :-
توقيت جرينتش : الخميس , 13 - 1 - 2011 الساعة : 7:12 صباحاً
توقيت مكة المكرمة : الخميس , 13 - 1 - 2011 الساعة : 10:12 صباحاً