أكد البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أن الإنجيل لم يتم تحريفه، وقال البابا فى حوار للجريدة القبطية "نداء الوطن" إن هذا الموضوع يمكن الرد عليه من نواحى متعددة..
فمن الذى حرفه؟ وفى أى عصر؟ وهل كتب ذلك فى أى تاريخ؟ إن حادثة خطيرة كهذه ما كان يمكن أن تمر دون أن تُثار حولها ضجة كبرى لابد أن يسجلها التاريخ، وواضح أن التاريخ لم يسجل أية إشارة عن مثل هذا الاتهام الخطير لا فى التاريخ المدنى ولا فى التاريخ المسيحى ولا فى تاريخ غير المسيحيين، ولم يحدث اتهام لأحد معين من ملايين المسيحيين بتحريف الإنجيل ولا أى اتهام لكنيسة معينة ولا تاريخ ذلك.
كذلك كانت نسخ الكتاب المقدس قد وصلت إلى كل أرجاء المسكونة، فالمسيحية بعد حوالى 35 سنة منذ صعود السيد المسيح كانت قد انتشرت فى آسيا وأوروبا وأفريقيا فانتشرت فى فلسطين وسوريا وبلاد ما بين النهرين وفى تركيا، ووصلت إلى بلاد العرب والهند وفى أوروبا وصلت إلى بلاد اليونان وقبرص وإيطاليا ومالطا، وامتدت غرباً إلى الهند وفى أفريقيا ووصلت إلى مصر وليبيا وامتدت جنوباً وخلال القرون الثلاثة الأولى كانت قد وصلت إلى كل بلاد المسكونة، وكل هذه البلاد كانت عندها نسخ من الإنجيل.. كما تمت ترجمة الأناجيل إلى اللغات المحلية.
وأوضح البابا فى حواره أن الكنيسة لم يكن بها أية مظاهرات ولكن ما حدث كان فى فنائها، وهذا يحدث فى كل مكان، وأتساءل إذا حدثت مظاهرات فى فناء الجامعة هل يسأل عنها رئيس الجامعة؟ المظاهرات تحدث فى الجامعات وفى الأزهر وفى النقابات ولا يعنى ما حدث أن الكاتدرائية قد تحولت إلى منبر سياسى. ولن يسمح للكنيسة أن تتحول إلى منبر سياسى.
وعن أقباط المهجر وما قام بإرساله أحد الأقباط يطالب بالاستعانة برئيس إسرائيل لرفع الاضطهاد عن الأقباط، قال البابا لنفرض أن مجنوناً خرج ليقول كلاماً غير معقول هل نحاسب عليه؟ هذا إذا حدث وكان ذلك صحيحاً، معروف البابا شنودة ومواقفه حيال اليهود وهذا الخبر الذى ورد ولد ميتاً ولم يحدث أن كان له أى تأثير لأنه يدخل فى حدود اللامعقول وأقباط المهجر أبناء صالحون ومحبون لمصر ويقدمون مساعدات كثيرة وغيورون على وطنهم، وليس معنى أنه بوجود قلة من الأفراد التى تثير الزوابع أن نوجه اتهاماتنا لكل أقباط المهجر.
وأضاف بالنسبة لموضوع أمريكا والمهجر أقول ما من مرة أذهب فيها إلى أمريكا إلا وأدافع عن مصر وأزور السفارة أو القنصلية، وفى المرات السابقة اجتمعت أيضاً فى القنصلية العامة بنيويورك مع أخوتنا المسلمين لكى نتفق على عمل مشترك من أجل المهاجرين هناك، ولقد زارونى فى مقرى فى "جيرسى ستى" والعلاقات بيننا علاقات محبة، أما من جهة المهجر فيوجد مهاجرون مسلمون أيضاً من كل البلاد العربية والإسلامية، ونحن غير مسئولين عن أى عمل فردى يقوم به شخص ما، ولا تنسى أن هناك أيضاً أعمالاً فردية يقوم بها بعض المسلمين ولا تلقى فيها المسئولية على الكل، فالتعميم هنا خطأ وعليه لست مسئولاً عن شخص ارتكب حماقة كهذا الذى قيل إنه كتب إلى رئيس وزراء إسرائيل يستحثه على رفع الاضطهاد عن أقباط مصر.
وقال البابا إن جماعة شهُود يَهْوَه مجمّع للبِدَع والهرطقة.. وأن شهود يهوه ليسوا بدعة، بل هى مجموعة من البدع وتحريف للكتاب، وهى ضد الدين عمومًا فهم ليسوا مسيحيين على الرغم من إيمانهم بالأناجيل الأربعة وبكل كتب العهدين القديم والجديد لم ينتسبوا للمسيح بل ليهوه أحد أسماء الله فى العهد القديم ولا يؤمنون بقانون الإيمان المسيحى، ولا بالعقائد المسيحية الأساسية، يعتقدون أن المسيح هو أول خلق الله، يعتقدون أن الكنائس كلها من عمل الشيطان، يستخدمها الشيطان لخداع الناس.
وأضاف أن شهود يهوه، لهم بِدَع كثيرة تشمل الأريوسية، والنسطورية، والتهود، وبدعة الصدوقيين فى عدم قيامة الأرواح، ينكرون جميع الأديان، ويرون أنها كلها من عمل الشيطان ضد الحكومات، ينادون بأن كل الحكومات من عمل الشيطان، وأنها ُتشكِّل نظام العالم الفاسد، وأن كل أنظمة العالم ُتدار بيد الشيطان الذى يهزأ بالله. ولذلك لا يدينون بطاعة للحكام، لا يوافقون على الانخراط فى الجيش والتجنيد، لذلك ينادون بمقاطعة الحكومات والانتخابات والتجنيد والقومية والزعماء، يعتبرون تحية علم الدولة أو الانحناء أمامه، عبادة أصنام، اعتقاداتهم فى المسيح:
يعتقدون أنه إله قدير، ولكن ليس الله القدير. ومع ذلك خلق كل المخلوقات كمهندس أو مساعد لله.
وأكد البابا شنودة على خطورة البدع الحديثة، أنها تصدر من أشخاص داخل الكنيسة، أو كانوا كذلك. وأيضًا من خطورتها أنهم يعبرون بها عن الإيمان الأرثوذكسى وأصعب من هذا كله أنهم ينسبون أخطاءهم إلى القديسين. إما بعدم فهم منهم لما يقوله القديسون، أو بسبب سوء ترجمتهم لأقوالهم، أو بلون من الادعاء على القديسين.
والخطورة أيضًا أنهم ينشرون أفكارهم، وبعض من هؤلاء فيما يوضح أفكاره، يهاجم الوحى الإلهى!! بعضهم عاش فى بلاد الغرب، وتأثر بالانحرافات الفكرية التى فيه. والبعض الآخر لم يذهب إلى البلاد الغربية، ولكنه قرأ الكتب التى أصدرها كتاب غربيون، وتأثر بها، واعتنقها، وأراد نشر ما يعتنق! والبعض يحب الرأى الجديد، الغريب، الشاذ. ويرى فى نشره مجدًا ذاتيًا له. إذ أصبح يعرف ما لا يعرفه غيره! أو صار يقدم لقرائه مفهومًا جديدًا فيه لون من الابتكار، وربما لا يكون ابتكارًا إنما مجرد نقل لأفكار معروفة خارج بلادنا، ولا تجد من يرد عليها هناك.
وأضاف البابا شنودة: أرى من الواجب أن نكشف هذه الأفكار الغريبة، ونرد عليها حتى لا يصبح ناشروها حكماء فى أعين أنفسهم (أم 26 ولما كان هؤلاء - بأخطائهم - يخشون العقوبة، لذلك بدأوا يهاجمون مبدأ العقوبة بوجه عام، حتى لو صدرت من الله نفسه!! وأصبحت عبارة (العدل الإلهى) ثقيلة على آذانهم. حتى أنهم لا يقبلون فى عمل الفداء، أن السيد المسيح رفع العقوبة عنا بصلبه، ليستوفى العدل الإلهى حقه .
وأشار أن ماكس ميشيل الآن يضر نفسه، ويضر الآخرين.. فبكل الحب نقول له إن هذا الطريق غير سليم انتبه لنفسك وليس من الحكمة المكابرة فى الخطأ! فماكس ميشيل لا يعتبر من أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وهو منفصل عنها تماما.. ولا نعترف به كأسقف لأن رسامته باطلة والذى رسمه وهو مالكى صادق تحول إلى البوزية وهو أبرم اتفاقات وشراكة مع كنائس منشقة مثل الكنيسة البرازيلية وهى لا تتبع روما.. فما يتم من أخذ تصريحات لكنائس أو غيره.. فهذا أمر أقرب للمجاملات منه إلى المواقف الرسمية ويكفى أنه تم سحب الرقم القومى منه وعدم الاعتراف به ولا بكنيسته المزعومة.. فما يهمنا الآن هو الموقف الرسمى للدولة.. فوزنه يأتى من الإعلام ليس إلا! وتأتينا معلومات حول عدد الحاضرين فى قداساته الذين لا يتعدوا أصابع اليد.. أو الحاضرين فى الاجتماعات فى تلك الكنيسة التى هى منذ أكثر من عشرين عاماً فى هذا المكان وعددهم لا يتعدى 15- 20 شخصا.
وعن حكم الكنيسة فى إنسان ترك دينيه، قال البابا لا يعتبر هذا الأمر تجديفاً على الروح القدس.. فقد حدث أثناء الاضطهاد الرومانى العنيف فى القرون الثلاثة الأولى للمسيحية وبداية القرن الرابع أن ارتد كثيرون عن المسيحية وبعضهم بخر للأصنام أو قدم لهم ذبائح، فلما صدر مرسوم ميلان بالتسامح الدينى سنة 313 م، عاد هؤلاء للكنيسة فقبلتهم مع قانون تأديب على ارتدادهم ونظمت هذا القبول وقت ذاك قوانين مجمع أنقرا سنة 314 م، وقيصرية الجديدة سنة 315 م، ويعتمد قبولهم أيضاً على قول السيد المسيح: "من يُقبل إلى لا أخرجه خارجاً" (يو 6 : 37) ومثل هذا الإنسان الراجع إلى الإيمان لا تُعاد معموديته بل يكفى له سر التوبة ولا يعتبر قد جدف على الروح القدس لسبب بسيط هو: لاشك أن رجوعه دليل على استجابته لعمل الروح القدس فيه وهذا دليل على شركه مع الروح القدس وهذا بلا شك ضد التجديف على الروح القدس.
وعن حوادث سلوك رجال السياسية وانحرافات رجال الأعمال، قال البابا كثير من رجال المال قد يجدون أن مجرد المال يشبعهم وأنهم فى أمس الحاجة إلى الشهرة، ومن ثم يرشح بعضهم نفسه فى المجالس الشعبية والسياسية والتشريعية وبعضهم يحوز السلطة بطرق أخرى، وبالنسبة للقضايا المعروضة أمام التحقيق الآن فإن العملية لم تكن مجرد سلطة، وإنما شهوة، فإن رجل الأعمال يمكنه أن يشبعها بالضغط والعنف والمال، أما القضايا التى استدعت هذا الكلام فهى معروضة أمام القضاء وليس لنا أن نتدخل فى تفاصيلها'. أحيانا الرغبة والشهوة تقود أصحابها للسقوط وليس كل رجال الأعمال أو أصحاب المال منحرفين، فإن هناك أغنياء أبرارا ومعطاءين وخيرين، وهناك آية يفسرها البعض بشكل خاطئ وهى مرور جمل من ثقب أبرةه أيسر من أن يدخل غنى ملكوت الله (مر 10 : 24)، وبالطبع ليس كل الأغنياء، ولم يقل الرب إن دخول الأغنياء أمر مستحيل وإنما أمر عسير، فالاتكال على المال وليس على الله ويتطور الأمر من الاتكال على المال إلى محبة المال وعبادته بحيث يصير منُافساً لله، إن هناك الأغنياء الصالحين الذين ذكرهم العصر الرسولى هؤلاء الذين يقول عنهم سفر أعمال الرسل "لم يكن أحد محتاجاً لأن كل الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت كانوا يبيعونها ويأتون بأثمان المبيعات ويضعونها عند أرجل الرسل، فكان يوزع على كل أحد كما يكون له احتياج "( أع 4 : 34 -35)، وضربوا مثالاً لذلك بيوسف الذى دُعى من الرسل برنابا (أع 4 : 36 – 37) وهو أحد الذين اختارهم الروح القدس للخدمة مع بولس الرسول (أع 13 : 2)، ويعطينا التاريخ أمثلة أخرى من أغنياء قديسين دخلوا الملكوت.. نذكر من بينهم القديسة ميلانيا التى كانت غنية جداً، وكانت تنفق بوفرة من أموالها على الأديرة وعمارة الكنائس وأخيراً ترهبنت بعد ترملها ومثلها أيضا القديسة باولا التى كانت تنفق على رهبنة القديس جيروم ثم بنت من أموالها ديرين فى فلسطين أحدهما للرهبان والثانى للراهبات، صارت هى رئيسته بعد ترملها وخلفتها ابنتها يوستوخيوم فى رئاسته، ومن أمثلة الأغنياء القديسين المعلم إبراهيم الجوهرى الذى كان كريماً جداً فى الأنفاق على الرهبان والأديرة وترميم الكنائس وبنائها وعمارة المواضع المقدسة ليس الغنى عائقاً أمام الملكوت إنما العائق هو القلب.. والمشكلة هى: هل القلب يخضع لمحبة الغنى ويصبح ثقيلاً عليه أن يرفع من أمواله حتى العشور ويكنز المال بلا هدف ويصير هذا المال صنماً أمامه يعوقه عن محبة الله، أما الغنى الذى يستخدم ماله لأعمال البر فى إنفاق وفى محبة فليس هو النوع الذى يقصده السيد المسيح فنحن بحاجة إلى فحص ضمائرنا وتوحيد المال والسلطة لخدمة المجتمع وليس لخدمة شهواتنا ورغباتنا.
وعن إسرائيل قال البابا لماذا لا نقول إن إسرائيل أيضاً هى السبب فى زلزال جنوب شرق آسيا، لقد اعتدنا أن نلقى بالتبعة فى هموم مشاكلنا على إسرائيل وأمريكا، ونحن لا ننكر أن بعض مشاكلنا يدخل فى هذا المجال ولكن ليس الكل، فهناك مشاكل داخلية خاصة بمصر لا علاقة لإسرائيل بها، إن صلابة مصر من الداخل لا تسمح لأى عنصر خارجى بأن يفتتها مثال ذلك الجنادل الستة فى مجرى النيل المعروفة خطأ بالشلالات تعصف بها المياه من كل ناحية ولا تزحزحها من مكانها، فينبغى أن نكون هكذا دون أن نلقى بكل المسئولية على الخارج، أما من جهة إسرائيل، فمعروف موقفى منها، وأضاف القدس لا يمكن إسقاطها من عملية التفاوض، فالقدس أرض عربية محتلة وبالتالى يصدق عليها قرارات الشرعية الدولية، وعليه لابد من التفاوض حولها وبحثها وفقا للقرار 242 ولا يمكن لإسرائيل أن تفرض شروط إذعان على الفلسطينيين. ما تفعله إسرائيل حول المسجد الأقصى موضوع قديم منذ زمن، وما أقوله هنا فى التعقيب على ذلك أن موضوع إسرائيل واليهود ترتسم أمامه علامة استفهام ترتكز على علامة تعجب، ولكن يظل هدف اليهود هو بناء الهيكل فهم يزعمون أن المسجد الأقصى قد بنى على أنقاض الهيكل. وإسرائيل تقوم بإضاعة الوقت، والتفاوض ليس إلا مظلة تبقى عليها لإثبات أنها تعمل من أجل السلام، ولكنها على أرض الواقع لا تريد السلام، وبالطبع يجب على الفلسطينيين فى الداخل رأب الصدع الحالى بين فتح وحماس حتى يستطيعوا التفاوض من مركز قوة، ويظل الأمل معقودا على أن تكلل جهود مصر بالنجاح وتسفر عن نتائج إيجابية بالنسبة للمصالحة بين كل الفصائل الفلسطينية'. فقوة العرب فى اتحادهم وليس صراعهم وهم الذين يمنحون الفرص للإسرائيليين بمواقفهم غير المتماسكة وعلى جامعة الدول العربية التحرك لحل الخلافات وإزالة الانقسامات وليس أمام العرب إلا التضافر لحل قضاياهم.
فمن الذى حرفه؟ وفى أى عصر؟ وهل كتب ذلك فى أى تاريخ؟ إن حادثة خطيرة كهذه ما كان يمكن أن تمر دون أن تُثار حولها ضجة كبرى لابد أن يسجلها التاريخ، وواضح أن التاريخ لم يسجل أية إشارة عن مثل هذا الاتهام الخطير لا فى التاريخ المدنى ولا فى التاريخ المسيحى ولا فى تاريخ غير المسيحيين، ولم يحدث اتهام لأحد معين من ملايين المسيحيين بتحريف الإنجيل ولا أى اتهام لكنيسة معينة ولا تاريخ ذلك.
كذلك كانت نسخ الكتاب المقدس قد وصلت إلى كل أرجاء المسكونة، فالمسيحية بعد حوالى 35 سنة منذ صعود السيد المسيح كانت قد انتشرت فى آسيا وأوروبا وأفريقيا فانتشرت فى فلسطين وسوريا وبلاد ما بين النهرين وفى تركيا، ووصلت إلى بلاد العرب والهند وفى أوروبا وصلت إلى بلاد اليونان وقبرص وإيطاليا ومالطا، وامتدت غرباً إلى الهند وفى أفريقيا ووصلت إلى مصر وليبيا وامتدت جنوباً وخلال القرون الثلاثة الأولى كانت قد وصلت إلى كل بلاد المسكونة، وكل هذه البلاد كانت عندها نسخ من الإنجيل.. كما تمت ترجمة الأناجيل إلى اللغات المحلية.
وأوضح البابا فى حواره أن الكنيسة لم يكن بها أية مظاهرات ولكن ما حدث كان فى فنائها، وهذا يحدث فى كل مكان، وأتساءل إذا حدثت مظاهرات فى فناء الجامعة هل يسأل عنها رئيس الجامعة؟ المظاهرات تحدث فى الجامعات وفى الأزهر وفى النقابات ولا يعنى ما حدث أن الكاتدرائية قد تحولت إلى منبر سياسى. ولن يسمح للكنيسة أن تتحول إلى منبر سياسى.
وعن أقباط المهجر وما قام بإرساله أحد الأقباط يطالب بالاستعانة برئيس إسرائيل لرفع الاضطهاد عن الأقباط، قال البابا لنفرض أن مجنوناً خرج ليقول كلاماً غير معقول هل نحاسب عليه؟ هذا إذا حدث وكان ذلك صحيحاً، معروف البابا شنودة ومواقفه حيال اليهود وهذا الخبر الذى ورد ولد ميتاً ولم يحدث أن كان له أى تأثير لأنه يدخل فى حدود اللامعقول وأقباط المهجر أبناء صالحون ومحبون لمصر ويقدمون مساعدات كثيرة وغيورون على وطنهم، وليس معنى أنه بوجود قلة من الأفراد التى تثير الزوابع أن نوجه اتهاماتنا لكل أقباط المهجر.
وأضاف بالنسبة لموضوع أمريكا والمهجر أقول ما من مرة أذهب فيها إلى أمريكا إلا وأدافع عن مصر وأزور السفارة أو القنصلية، وفى المرات السابقة اجتمعت أيضاً فى القنصلية العامة بنيويورك مع أخوتنا المسلمين لكى نتفق على عمل مشترك من أجل المهاجرين هناك، ولقد زارونى فى مقرى فى "جيرسى ستى" والعلاقات بيننا علاقات محبة، أما من جهة المهجر فيوجد مهاجرون مسلمون أيضاً من كل البلاد العربية والإسلامية، ونحن غير مسئولين عن أى عمل فردى يقوم به شخص ما، ولا تنسى أن هناك أيضاً أعمالاً فردية يقوم بها بعض المسلمين ولا تلقى فيها المسئولية على الكل، فالتعميم هنا خطأ وعليه لست مسئولاً عن شخص ارتكب حماقة كهذا الذى قيل إنه كتب إلى رئيس وزراء إسرائيل يستحثه على رفع الاضطهاد عن أقباط مصر.
وقال البابا إن جماعة شهُود يَهْوَه مجمّع للبِدَع والهرطقة.. وأن شهود يهوه ليسوا بدعة، بل هى مجموعة من البدع وتحريف للكتاب، وهى ضد الدين عمومًا فهم ليسوا مسيحيين على الرغم من إيمانهم بالأناجيل الأربعة وبكل كتب العهدين القديم والجديد لم ينتسبوا للمسيح بل ليهوه أحد أسماء الله فى العهد القديم ولا يؤمنون بقانون الإيمان المسيحى، ولا بالعقائد المسيحية الأساسية، يعتقدون أن المسيح هو أول خلق الله، يعتقدون أن الكنائس كلها من عمل الشيطان، يستخدمها الشيطان لخداع الناس.
وأضاف أن شهود يهوه، لهم بِدَع كثيرة تشمل الأريوسية، والنسطورية، والتهود، وبدعة الصدوقيين فى عدم قيامة الأرواح، ينكرون جميع الأديان، ويرون أنها كلها من عمل الشيطان ضد الحكومات، ينادون بأن كل الحكومات من عمل الشيطان، وأنها ُتشكِّل نظام العالم الفاسد، وأن كل أنظمة العالم ُتدار بيد الشيطان الذى يهزأ بالله. ولذلك لا يدينون بطاعة للحكام، لا يوافقون على الانخراط فى الجيش والتجنيد، لذلك ينادون بمقاطعة الحكومات والانتخابات والتجنيد والقومية والزعماء، يعتبرون تحية علم الدولة أو الانحناء أمامه، عبادة أصنام، اعتقاداتهم فى المسيح:
يعتقدون أنه إله قدير، ولكن ليس الله القدير. ومع ذلك خلق كل المخلوقات كمهندس أو مساعد لله.
وأكد البابا شنودة على خطورة البدع الحديثة، أنها تصدر من أشخاص داخل الكنيسة، أو كانوا كذلك. وأيضًا من خطورتها أنهم يعبرون بها عن الإيمان الأرثوذكسى وأصعب من هذا كله أنهم ينسبون أخطاءهم إلى القديسين. إما بعدم فهم منهم لما يقوله القديسون، أو بسبب سوء ترجمتهم لأقوالهم، أو بلون من الادعاء على القديسين.
والخطورة أيضًا أنهم ينشرون أفكارهم، وبعض من هؤلاء فيما يوضح أفكاره، يهاجم الوحى الإلهى!! بعضهم عاش فى بلاد الغرب، وتأثر بالانحرافات الفكرية التى فيه. والبعض الآخر لم يذهب إلى البلاد الغربية، ولكنه قرأ الكتب التى أصدرها كتاب غربيون، وتأثر بها، واعتنقها، وأراد نشر ما يعتنق! والبعض يحب الرأى الجديد، الغريب، الشاذ. ويرى فى نشره مجدًا ذاتيًا له. إذ أصبح يعرف ما لا يعرفه غيره! أو صار يقدم لقرائه مفهومًا جديدًا فيه لون من الابتكار، وربما لا يكون ابتكارًا إنما مجرد نقل لأفكار معروفة خارج بلادنا، ولا تجد من يرد عليها هناك.
وأضاف البابا شنودة: أرى من الواجب أن نكشف هذه الأفكار الغريبة، ونرد عليها حتى لا يصبح ناشروها حكماء فى أعين أنفسهم (أم 26 ولما كان هؤلاء - بأخطائهم - يخشون العقوبة، لذلك بدأوا يهاجمون مبدأ العقوبة بوجه عام، حتى لو صدرت من الله نفسه!! وأصبحت عبارة (العدل الإلهى) ثقيلة على آذانهم. حتى أنهم لا يقبلون فى عمل الفداء، أن السيد المسيح رفع العقوبة عنا بصلبه، ليستوفى العدل الإلهى حقه .
وأشار أن ماكس ميشيل الآن يضر نفسه، ويضر الآخرين.. فبكل الحب نقول له إن هذا الطريق غير سليم انتبه لنفسك وليس من الحكمة المكابرة فى الخطأ! فماكس ميشيل لا يعتبر من أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وهو منفصل عنها تماما.. ولا نعترف به كأسقف لأن رسامته باطلة والذى رسمه وهو مالكى صادق تحول إلى البوزية وهو أبرم اتفاقات وشراكة مع كنائس منشقة مثل الكنيسة البرازيلية وهى لا تتبع روما.. فما يتم من أخذ تصريحات لكنائس أو غيره.. فهذا أمر أقرب للمجاملات منه إلى المواقف الرسمية ويكفى أنه تم سحب الرقم القومى منه وعدم الاعتراف به ولا بكنيسته المزعومة.. فما يهمنا الآن هو الموقف الرسمى للدولة.. فوزنه يأتى من الإعلام ليس إلا! وتأتينا معلومات حول عدد الحاضرين فى قداساته الذين لا يتعدوا أصابع اليد.. أو الحاضرين فى الاجتماعات فى تلك الكنيسة التى هى منذ أكثر من عشرين عاماً فى هذا المكان وعددهم لا يتعدى 15- 20 شخصا.
وعن حكم الكنيسة فى إنسان ترك دينيه، قال البابا لا يعتبر هذا الأمر تجديفاً على الروح القدس.. فقد حدث أثناء الاضطهاد الرومانى العنيف فى القرون الثلاثة الأولى للمسيحية وبداية القرن الرابع أن ارتد كثيرون عن المسيحية وبعضهم بخر للأصنام أو قدم لهم ذبائح، فلما صدر مرسوم ميلان بالتسامح الدينى سنة 313 م، عاد هؤلاء للكنيسة فقبلتهم مع قانون تأديب على ارتدادهم ونظمت هذا القبول وقت ذاك قوانين مجمع أنقرا سنة 314 م، وقيصرية الجديدة سنة 315 م، ويعتمد قبولهم أيضاً على قول السيد المسيح: "من يُقبل إلى لا أخرجه خارجاً" (يو 6 : 37) ومثل هذا الإنسان الراجع إلى الإيمان لا تُعاد معموديته بل يكفى له سر التوبة ولا يعتبر قد جدف على الروح القدس لسبب بسيط هو: لاشك أن رجوعه دليل على استجابته لعمل الروح القدس فيه وهذا دليل على شركه مع الروح القدس وهذا بلا شك ضد التجديف على الروح القدس.
وعن حوادث سلوك رجال السياسية وانحرافات رجال الأعمال، قال البابا كثير من رجال المال قد يجدون أن مجرد المال يشبعهم وأنهم فى أمس الحاجة إلى الشهرة، ومن ثم يرشح بعضهم نفسه فى المجالس الشعبية والسياسية والتشريعية وبعضهم يحوز السلطة بطرق أخرى، وبالنسبة للقضايا المعروضة أمام التحقيق الآن فإن العملية لم تكن مجرد سلطة، وإنما شهوة، فإن رجل الأعمال يمكنه أن يشبعها بالضغط والعنف والمال، أما القضايا التى استدعت هذا الكلام فهى معروضة أمام القضاء وليس لنا أن نتدخل فى تفاصيلها'. أحيانا الرغبة والشهوة تقود أصحابها للسقوط وليس كل رجال الأعمال أو أصحاب المال منحرفين، فإن هناك أغنياء أبرارا ومعطاءين وخيرين، وهناك آية يفسرها البعض بشكل خاطئ وهى مرور جمل من ثقب أبرةه أيسر من أن يدخل غنى ملكوت الله (مر 10 : 24)، وبالطبع ليس كل الأغنياء، ولم يقل الرب إن دخول الأغنياء أمر مستحيل وإنما أمر عسير، فالاتكال على المال وليس على الله ويتطور الأمر من الاتكال على المال إلى محبة المال وعبادته بحيث يصير منُافساً لله، إن هناك الأغنياء الصالحين الذين ذكرهم العصر الرسولى هؤلاء الذين يقول عنهم سفر أعمال الرسل "لم يكن أحد محتاجاً لأن كل الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت كانوا يبيعونها ويأتون بأثمان المبيعات ويضعونها عند أرجل الرسل، فكان يوزع على كل أحد كما يكون له احتياج "( أع 4 : 34 -35)، وضربوا مثالاً لذلك بيوسف الذى دُعى من الرسل برنابا (أع 4 : 36 – 37) وهو أحد الذين اختارهم الروح القدس للخدمة مع بولس الرسول (أع 13 : 2)، ويعطينا التاريخ أمثلة أخرى من أغنياء قديسين دخلوا الملكوت.. نذكر من بينهم القديسة ميلانيا التى كانت غنية جداً، وكانت تنفق بوفرة من أموالها على الأديرة وعمارة الكنائس وأخيراً ترهبنت بعد ترملها ومثلها أيضا القديسة باولا التى كانت تنفق على رهبنة القديس جيروم ثم بنت من أموالها ديرين فى فلسطين أحدهما للرهبان والثانى للراهبات، صارت هى رئيسته بعد ترملها وخلفتها ابنتها يوستوخيوم فى رئاسته، ومن أمثلة الأغنياء القديسين المعلم إبراهيم الجوهرى الذى كان كريماً جداً فى الأنفاق على الرهبان والأديرة وترميم الكنائس وبنائها وعمارة المواضع المقدسة ليس الغنى عائقاً أمام الملكوت إنما العائق هو القلب.. والمشكلة هى: هل القلب يخضع لمحبة الغنى ويصبح ثقيلاً عليه أن يرفع من أمواله حتى العشور ويكنز المال بلا هدف ويصير هذا المال صنماً أمامه يعوقه عن محبة الله، أما الغنى الذى يستخدم ماله لأعمال البر فى إنفاق وفى محبة فليس هو النوع الذى يقصده السيد المسيح فنحن بحاجة إلى فحص ضمائرنا وتوحيد المال والسلطة لخدمة المجتمع وليس لخدمة شهواتنا ورغباتنا.
وعن إسرائيل قال البابا لماذا لا نقول إن إسرائيل أيضاً هى السبب فى زلزال جنوب شرق آسيا، لقد اعتدنا أن نلقى بالتبعة فى هموم مشاكلنا على إسرائيل وأمريكا، ونحن لا ننكر أن بعض مشاكلنا يدخل فى هذا المجال ولكن ليس الكل، فهناك مشاكل داخلية خاصة بمصر لا علاقة لإسرائيل بها، إن صلابة مصر من الداخل لا تسمح لأى عنصر خارجى بأن يفتتها مثال ذلك الجنادل الستة فى مجرى النيل المعروفة خطأ بالشلالات تعصف بها المياه من كل ناحية ولا تزحزحها من مكانها، فينبغى أن نكون هكذا دون أن نلقى بكل المسئولية على الخارج، أما من جهة إسرائيل، فمعروف موقفى منها، وأضاف القدس لا يمكن إسقاطها من عملية التفاوض، فالقدس أرض عربية محتلة وبالتالى يصدق عليها قرارات الشرعية الدولية، وعليه لابد من التفاوض حولها وبحثها وفقا للقرار 242 ولا يمكن لإسرائيل أن تفرض شروط إذعان على الفلسطينيين. ما تفعله إسرائيل حول المسجد الأقصى موضوع قديم منذ زمن، وما أقوله هنا فى التعقيب على ذلك أن موضوع إسرائيل واليهود ترتسم أمامه علامة استفهام ترتكز على علامة تعجب، ولكن يظل هدف اليهود هو بناء الهيكل فهم يزعمون أن المسجد الأقصى قد بنى على أنقاض الهيكل. وإسرائيل تقوم بإضاعة الوقت، والتفاوض ليس إلا مظلة تبقى عليها لإثبات أنها تعمل من أجل السلام، ولكنها على أرض الواقع لا تريد السلام، وبالطبع يجب على الفلسطينيين فى الداخل رأب الصدع الحالى بين فتح وحماس حتى يستطيعوا التفاوض من مركز قوة، ويظل الأمل معقودا على أن تكلل جهود مصر بالنجاح وتسفر عن نتائج إيجابية بالنسبة للمصالحة بين كل الفصائل الفلسطينية'. فقوة العرب فى اتحادهم وليس صراعهم وهم الذين يمنحون الفرص للإسرائيليين بمواقفهم غير المتماسكة وعلى جامعة الدول العربية التحرك لحل الخلافات وإزالة الانقسامات وليس أمام العرب إلا التضافر لحل قضاياهم.