الرئيسية
مظاهرات أمام مطرانية سمالوط ودير البرشا وأبوحنس
الأنبا مكاريوس: هناك عناصر اندست داخل المظاهرات لها توجهات سياسية ومصالح وحسابات جاءت لتصفيتها مع الدولة
كانت الأجواء هادئة جدا أمام محطة سمالوط والساعة تقترب من الخامسة والربع من مساء الثلاثاء الماضي عندما بدأت بعض الأعيرة النارية تخترق حاجز الصمت يصاحبها أصوات الهلع والرعب لتعلن تلك اللحظة عن جريمة في حق الانسانية انها جريمة قطار سمالوط رقم 979.
عامر عاشور عبد الظاهر مندوب شرطة يبلغ من العمر30 عاما مريض نفسي يطلق النار من مسدسه الميري بطريقة عشوائية رصاصات الغدر والخسة ليصيب بها قلب مصر قبل أن يودي بحياة فتحي سعيد عبيد ويصيب زوجته ايميلي حنا تكلا ويصيب أيضا كلا من صباح سنيوت سليمان وابنتيها ماريان وماجي نبيل زكي وخطيب ابنتها ايهاب اشرف كمال.
دقيقتان هي عمر وقوع الجريمة داخل العربة رقم 9 بالقطار رقم 979 الذي يقف لأول مرة بالمصادفة في محطة سمالوط قبل أن يلوذ المتهم بالفرار وقبل أن تتمكن قوات الشرطة من إلقاء القبض عليه ولكن دقيقتين أشعلت النار في كنائس المنيا حيث اشتعلت المظاهرات في سمالوط أمام مستشفي الراعي الصالح وأمام مطرانية سمالوط وفي المنيا في ملوي بدير البرشا ودير الجرنوس.
الروايات كثيرة ومتضاربة منها مايؤكد أن المتهم دخل إلي عربة القطار وبعد مروره بها توقف أمام هذه المجموعة وبدأ بتصويب رصاصة نحوهم وهو يقول لا إله إلا الله وذلك كما جاء علي لسان المصابين.
الرواية الثانية والتي ذكرها المتهم نفسه في تحقيقات النيابة انه بدأ إطلاق النار بعد مشادة حدثت بينه وبين والد الفتاتين بعد أن قام المتهم بالجلوس بجوار إحدي الفتيات مكان خطيبها الذي كان موجودا في نفس العربة مع أحد زملائه ومع تدخل الرجل لمنع المتهم من الجلوس في هذا المكان ظنا منه أنه يعاكسهما تطور الأمر حيث قام والد الفتاتين بسبه ونهره وقام بجذبه ناحيته وهنا حدث ما حدث.
علي الفور بدأت النيابة تحقيقاتها في الحادث التي باشرها المستشار محمد غراب المحامي العام الأول لنيابات بني سويف والمستشار عمرو أحمد مختار المحامي العام لنيابات شمال المنيا وفريق من نيابة سمالوط ضم محمد العشري مدير نيابة سمالوط ومحمد إبراهيم ومحمود صالح ومحمد العربي وكلاء النيابة.
محمد عبدالباسط حميد 22 سنة مقيم بالجيزة الشاهد الوحيد في الحادثة والذي استقل القطار من اسيوط قال في تحقيقات النيابة إنه عند توقف القطار بمحطة سمالوط دخل المتهم إلي العربة وسار قليلا للامام ثم رفع سلاحه دون أن يلفظ بأي كلمة وأطلق الرصاص بطريقة عشوائية علي الجالسين في المقاعد الامامية.
ويكمل محمد أنه عندما أحس بأن الدور عليه أسرع نحو المتهم وتشاجر معه مما نتج عنه سقوط السلاح من يد المتهم وعندما حاول المتهم الهروب تمكن من جذب الجاكت الذي كان يرتديه والذي كان يحتوي علي بطاقته الشخصية وموبايله الخاص.
جاء أيضا في تحقيقات النيابة أن المتهم يعاني من عدة أمراض نفسية وتقدم والد المتهم بالتقارير العلاجية والمستندات التي تثبت ذلك الأمر الذي تحاول نفيه الداخلية والأمر الجدير بالذكر أن المتهم دائم العمل كخدمة أمام كنائس بني مزار خاصة كنيسة العذراء وكنيسة ماري مينا ومطرانية ماري مرقص وفي عيد الميلاد كان خدمة علي مطرانية بني مزار.
مواطن قبطي من المنيا وأحد العاملين بمركز شرطة بني مزار والذي تعامل مع المتهم عن قرب قال لـ«الموجز» إن المتهم منقول من خارج المحافظة إلي مركز شرطة بني مزار من حوالي عام ونصف وفي البداية لم يتم تسليمه سلاحا وكان يعمل في الخدمات التي لا تتطلب حمل السلاح لأن ملف الخدمة الخاص به يحتوي علي تقارير طبية تفيد بأنه مريض نفسي ويعاني من اضطرابات لكن هذه التقارير محددة بمدة سنة أو 6 شهور علي ما أعتقد ويتم اعادة الكشف من الكومسيون مرة أخري للوقوف علي الحالة وهذا مالم يفعله المتهم.
يكمل المواطن القبطي لم يتم تسليم المتهم سلاحا سوي من مدة 6 شهور فقط وكان طبيعيا جدا ولم ألاحظ عليه طيلة فترة تعاملي معه أي شيء علما بأني أتعامل معه يوميا وفي مواقف مختلفة ولم يحدث مرة واحدة أنه خرج عن المالوف ولكن للأمانة سمعت من أحد زملائنا مرة بأن عامر أحيانا يجلس يكلم نفسه.. الفرق كبير بين رواية المتهم والمصابين والشاهد الوحيد وإن كان هذا لم يؤثر أو يغير في ردود الأفعال التي أشعلت النار في كنائس المنيا فالغضب وحده هو سيد الموقف في الأوساط المسيحية بالمنيا الشباب خرج عن المألوف في سمالوط فور وقوع الحادث بدأت المظاهرات التي امتدت حتي الساعات الأولي من صباح اليوم التالي حيث شهدت سمالوط تظاهر العديد من أقباطها امام مستشفي الراعي الصالح وامام المطرانية والغريب قيام بعض الشباب بإلقاء الطوب والحجارة علي المطرانية والمستشفي والهتافات العدائية للدولة كانت سيدة الموقف في مظاهرات المنيا في ملوي في دير البرشا ودير أبوحنس.
من جانبه أوضح الأنبا مكاريوس مطران المنيا وابوقرقاص لـ«الموجز» أن البيان الذي أصدرته مطرانية المنيا كان مجرد وصف دقيق للحادث حتي لايهول الناس ولايضخموا ولايسمعوا كلاما غير الذي نشرناه والبيان أعد بشكل كنسي بعيدا كل البعد عن أي مدلولات سياسية وقد التزمنا فيه الشفافية في نقل المعلومة لأن المصابين كما يعلم الجميع هم أبناء لمطرانية المنيا وكانت قد بدأت تظهر معلومات بطريقة خاطئة من شأنها أن تزيد النار اشتعالا.
أكمل الأنبا مكاريوس أن غضب أقباط المنيا يأتي بسبب توالي الأحداث علي فترات متقاربة فلم يمض 11 يوما علي أحداث كنيسة القديسين بالإسكندرية حتي وقع حادث قطار سمالوط والشباب شعر بأنه ليس هناك ردع وفي هذه اللحظات الذاكرة بدأت تسترجع الأحداث المخزنة بها فحتي الآن جناة نجع حمادي لم يلقوا عقابهم فضلا عن أحداث مختلفة مضت من الكشح إلي العمرانية مرورا بنجع حمادي وعدم وجود ردع سريع له نتيجتان أسوأ من بعضهما الأولي هي مزيد من الإحباط لدي المجني عليهم ولدي أهلهم وذويهم والثانية تشجيع آخرين علي تكرار ماحدث، وأكمل: الناس أصيبوا بالهلع وشعروا أن الخطر قريب منهم جدا ويلاحقهم فالخطر أصبح كامنا في القطار في الشارع وليس هذا علي الأقباط وحدهم بل علي إخواننا المسلمين.
أكمل الانبا مكاريوس: الحادث تأثيره لم ولن ينتهي إلا إذا كان هناك ردع كاف يشعر من خلاله الناس انه ليس من السهولة والبساطة تكرار مثل ذلك الحادث وأكد أن الأقباط راضون عن سير التحقيقات واهتمام الأمن الذي أخذ الأمور مأخذ الجد ولم يهون أو يقلل ولم يتعامل مع الحادث علي أنه حادث قتل عادي.
أضاف الأنبا مكاريوس الأقباط لم يفقدوا الثقة في الدولة ومظاهرات المنيا أمر طبيعي ورد فعل تلقائي نتيجة الغضب المتنامي ووجود شحن واحتقان وفي المقابل ليس هناك ما يريح الناس ويشعرهم بالأمان فكانت المظاهرات تلقائية من الشباب ولكن هناك عناصر اندست داخل المظاهرات هذه العناصر لها توجهات سياسية ومصالح وحسابات جاءت لتصفيتها مع الدولة اندست داخل المظاهرات وهتفت بشعارات معادية ذات طابع سياسي ونيابي وانتخابي وحركات سياسية لكن حسبوا علي الأقباط خطأ والشباب ردد وراءهم بشكل تلقائي وعفوي.
أضاف الأنبا مكاريوس أنه يرفض أي مطالبة بالتدخل الخارجي في شئون مصر الداخلية وقداسة البابا شنودة منذ أيام طالب أقباط المهجر بأن يكون رد فعلهم وتعبيرهم عن الاستنكار والغضب والاستياء في نفس اتجاه تعبير الكنيسة في مصر.
وأضاف القمص داود ناشد وكيل مطرانية سمالوط أنه ينتظر نتيجة التحقيقات وقرار المحكمة والعدالة الناجزة هي التي تريح وتثلج الصدور والقلوب المكلومة وأنه شخصيا لا يعرف مرتكب الحادث ولابد من الاستناد إلي آراء من شاهدوا الحادث ولكن السؤال الذي يحير الجميع هو لماذا هؤلاء بالتحديد؟!
أكمل الاب داود ناشد: أولادنا الشباب في حماس شديد والشباب بطبعه ثوري وما قاموا به من مظاهرات أمر طبيعي عقب أي حادث أو حادثة لم يتبين حقيقة معلوماتها وهذا مايحدث في أي مظاهرة خاصة أن الضحايا لاذنب لهم ولا جريمة فقد خرجوا ليحضروا شبكة ابنتهم ولم يفعلوا شيئاً.. واكمل موجها كلامه للشباب المسيحي بالمنيا قائلا: لابد من الهدوء وضبط النفس والتحلي بالحكمة ويرشدنا إلي ذلك قداسة البابا شنودة ونيافة الانبا بفنتيوس أسقف سمالوط.
اختتم القمص داود ناشد كلامه قائلا: هنروح من بعض فين فنحن نسيج واحد وهذا حقيقي وليس كلاما مستهلكا فاخويا حسن مازال يسكن بجواري وحنا صديق لمحمد هنروح فين من بعض فنحن نتشارك في السكن والعمل وفي كل شيء وليس هناك أي فتن طائفية وهذه المشاعر والأحاسيس التي ظهرت من إخواننا المسلمين عقب حادث الإسكندرية وفي عيد الميلاد لا يمكن نسيانها وهي مشاعر صادقة نابعة من القلب.
المهندس مجدي ملك أوضح أن الأحداث والأزمات لن تنتهي سواء تشابهت أو اختلفت فلا يكاد يمر يوم واحد دون سماع أخبار موجعة في مختلف بلاد العالم وحادثة قطار سمالوط ليست الأولي ولن تكون الأخيرة ولكن توقيتها جاء عقب حادث الإسكندرية الإرهابي وماصاحبه من تداعيات وردود أفعال كل هذا جعل الأمور تشتعل في المنيا وقد اعتدنا دائما علي أن الأزمات تساعدنا علي إيجاد علاج لمشاكلنا ويجب أن نعترف أن هناك خللا ما متكررا يحدث في معالجة كثير من المشاكل التي حدثت مما يتسب في إثارة الرأي العام وذلك لعلاجها بعيدا عن القانون.
أكمل مجدي ملك: يجب علينا جميعا أن نناشد الشباب المثقف أن يكون له دور مؤثر في تهدئة إخوانهم من الشباب الغاضب الذي نقدر غضبه جيدا ونحترم مشاعره ولكن لابد من تفويت الفرصة علي بعض المغرضين الذين يندسون في المظاهرات ويستغلون الشباب لإقحامهم في توجهات خاصة بهم وهذا ما أكد عليه قداسة البابا مرارا وتكرارا لكل أبنائه لأن حماية أمن مصر واستقرارها هي مسئولية الجميع والحياة لن تتوقف عند حادث مهما كانت بشاعته ويجب أن نأخذ من الأزمات عبرة لتصحيح الأخطاء.
أما إيهاب رمزي المحامي القبطي المعروف ومحامي المجني عليهم صرح للموجز قائلا ما حدث شيء مؤسف ومحزن فقد أصبح هناك متطرفون ضمن رجال الشرطة وهذا شيء خطير ومصدر رعب شديد ومعني هذا أن الأمر يتطلب فحص أهواء وميول كل من يعمل بالشرطة وهذه مسألة ليست سهلة.
وأضاف إيهاب رمزي هذا الحادث جديد علي المنيا فهذا الحادث إرهابي وليس طائفيا وهناك فرق كبير بين الاثنين خاصة في الفكر فمرتكب الحادث شخص مؤمن بأفكار يتصور انه بما يرتكبه يقدم خدمة إلي الله وجميع المصابين أكدوا في أقوالهم للنيابة أن المتهم قام بالتصويب مستهدفهم مرددا كلمة لا إله إلا الله.
أكد إيهاب رمزي انه يطالب بالقصاص العادل وتطبيق قانون العقوبات بحيث تكون العقوبة تتناسب مع ما تم ارتكابه من جرم لأن ذلك فيه شفاء للنفوس ولابد من إعادة النظر في كل العاملين بوزارة الداخلية.. إيهاب رمزي أكد أيضاً انه دائما بعد أي جريمة يعقبها تعبير عن الغضب ولكن أطالب الشباب المسيحي بأن يكون موقفهم في التعبير عن غضبهم هو موقف هادف حتي لا نفقد تعاطف أجهزة الدولة المعنية معنا في هذا التوقيت.
ماهر نجيب المحامي والذي يعرف المتهم شخصيا قال أتعامل مع المتهم بشكل دوري فهو دائما مايكون خدمة علي كنائس بني مزار وأثناء ذهابي للكنيسة القي عليه التحية هو وزملاؤه وأقوم بإعطائهم الشاي والدخان ولم ألاحظ علي المتهم أي اضطرابات بالعكس فهو طبيعي جدا.
أكمل ماهر نجيب: لابد أن تلتفت الدولة إلي الخطر الداهم الذي سيلتهم الوطن بأكمله فما يحدث لايمكن تصنيفه بأنه أحداث عابرة وانما هذه الأحداث بمثابة الحجر الذي سيحرك المياه الراكدة ولابد أن تلتفت الدولة إلي المشاكل التي تراكمت من عشرات السنين دون إيجاد حلول جذرية لها ولذلك لابد من البحث عن أصل المشاكل الطائفية التي أدت إلي الاحتقان وإلي عدم قبول الآخر وهذه النعرة لم تكن موجودة منذ مئات السنين لأنها نعرة مستوردة تهدف إلي إحداث خلل حقيقي في نسيج الوطن المصري فهم يريدون ضرب مصر في القلب في أعز مالديها.
أكمل ماهر نجيب: تلك النعرات أثرت في أفكار البعض وهي ليست خطرا علي المسيحيين فقط بل علي المسلمين أيضا فهذه النعرات تكفر كل شيء فقد اتخذت الشكل الإسلامي فقط دون جوهر الدين الإسلامي الصحيح الذي يسمح بالتعددية وقبول الآخر وحماية الأقليات ولذلك لابد من الردع الذي يخيف كل من تسول له نفسه التفكير في مثل هذه الأمور.
أكمل ماهر نجيب: لا أحد يمكن أن ينكر أن كثيرا جدا بل الغالبية من إخواننا المسلمين تألمو لما حدث وكان غضبهم لا يقل عن غضب إخوانهم الأقباط خوفا علي أشقائهم في الوطن والمشاعر التي أعقبت حادث الإسكندرية لايمكن نسيانها وعلينا جميعا أن نستثمر هذه الوقائع لإحداث حائط صد لأي فكر متطرف أو أي جماعة تريد أن تحدث شقاقا بين شركاء الوطن نريد من الدولة أيضا أن تستثمر ذلك والتي جاء علي لسان رئيس وزرائها (أن احداث كنيسة القديسين كشفت عن وجود احتقان طائفي إذا نما سيأكل الأخضر واليابس).
أكمل ماهر نجيب: لابد من العمل من كل فرد ومؤسسة وهيئة إضافة إلي المساجد والكنائس لتنمية روح المواطنة وروح الحب والتسامح التي عاش بها المصريون طيلة حياتهم ولابد من زرع الثقة مرة أخري لدي الأقباط بأن الدولة تحميهم فالأقباط الآن فقدوا الثقة في أن الدولة تحميهم.
اختتم ماهر كلامه مؤكدا أن مصر حتي الآن مازالت بخير ولسنا في حرب طائفية كما يحاول البعض تصويرها وأنا أربأ بأقباط المهجر أن يطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل لحماية الأقباط فليس هناك حماية للأقباط سوي إخوانهم المسلمين الذين يعيشون معهم ومسيحيو مصر هم أول من يتصدي لأي تدخل خارجي يمس مصر أو أبناء مصر والتاريخ يشهد للأقباط علي مر العصور أنهم رفضوا الحماية الأجنبية ووقفوا ضدها لأننا في المقام الأول مصريون أولا وأخيرا ننتمي إلي تراب هذا البلد.
بينما قال عصام كمال رجل أعمال إن التعبئة المغلوطة هي من فجرت مظاهرات الإسكندرية التي استمرت لأشهر دون وعي ضد الأقباط.. فولدت شاباً قام بالتفجير فكانت الكارثة وأري أيضا أنها التي أنتجت قاتل سمالوط.
فالشباب القبطي الغاضب له مطالب وله أخطاء علي الحكومة أن تفحص مطالبه وعلي الكنيسة أن تعالج أخطاءه ولابد من تدرج الشباب في المجتمع وألا يكونوا معزولين ومتقوقعين في مجتمع مواز داخل الكنيسة ولذا فلابد أن تقوم أجهزة الدولة بتوسيع دائره المشاركة بين الشباب المسيحي والمسلم في جميع الأنشطة إلي أن يندمجوا سويا ويزول الاحتقان.
أضاف عصام كمال: أشكر فضيلة شيخ الأزهر أحمد الطيب الواعي المثقف علي فكرة بيت العيلة والذي أرغب من فضيلته في أن أكون أول المنضمين إليها.. نحن شعب عاطفي فالوحدة الوطنية تزهو وتزدهر بفيلم ومسلسل تليفزيوني ولكن علي الحكومة أن تنظر هذه المرة باهتمام إلي مشاكل الأقباط وتعالجها.
بينما اكد د.عبدالرؤوف المغربي وكيل وزارة الأوقاف بالمنيا أن الإسلام لا يقر القتل ولا يقر العنف بكل أنواعه بل الإسلام عانق جميع الأديان والقرآن الكريم يقول: «من أجل ذلك كتبنا علي بني إسرائيل أن من قتل نفسا بغير نفس أو فسادا في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا».. والنفس البشرية محرمة والإسلام بريء من التهم الباطلة التي تلصق به فقد يحدث ما يعكر الصفو ولكن هذا ليس له علاقة بالإسلام وهذه أمور خارجة عن الإرادة والسيطرة.
وأضاف د.عبدالرؤوف: الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة أقام الدولة المدنية وأرسي حرية العقيدة وحرية الرأي وحرم قتل النفس والرسول قال في حديثه (من آذي ذميا فليس مني وأوصيكم بمسيحيي مصر خيرا فإن لي فيهم نسبا وصهرا) والعهود العمرية أقرت بأن لهم صلبانهم وكنائسهم ولا يجوز الاعتداء عليها لذلك فإن ماحدث لاتقره الأديان جميعا ونحن نستنكره ولا نوافق عليه البتة ولايجوز الاعتداء علي نفس غير المسلم ولا دمه ولا عرضه وله أن يمارس طقوس ديانته كيفما شاء.
الدكتور أحمد ضياءالدين محافظ المنيا عقب الحادث مباشرة أصدر بيانا قال فيه إن الحادث ليس به أي شبهة طائفية سوي أنه شخص صعد إلي القطار وأطلق النار بطريقة عشوائية ليس فيها أي مؤشر أو أي توجه وأي دلالة، لأن الضحايا كان يركبون القطار وليسوا معروفين للجاني ولا هو معروف لهم.
أضاف المحافظ أن الجريمة هي جريمة جنائية بالمقام الأول سينال الجاني جزاءه بعد إنهاء التحقيقات معه وتقديمه للقضاء مؤكدا أهمية تكاتف جميع المواطنين والوقوف صفا واحد أمام أي محاولات للتأجيج والإثارة.
في النهاية هناك عدة حقائق وضحت أهمها أن القطار رقم 979 توقف في سمالوط مصادفة وان المتهم ليس له أدني علاقة بالمجني عليهم وأنه اثناء ارتكابه للجريمة لم ينطق بأي كلام وكونه مريضا من عدمه هذا ماسيحدده الأطباء أثناء توقيع الكشف عليه وكل ذلك يقودنا إلي التأكيد بأن حادثة قطار سمالوط حادث جنائي وليس طائفيا.
الأنبا مكاريوس: هناك عناصر اندست داخل المظاهرات لها توجهات سياسية ومصالح وحسابات جاءت لتصفيتها مع الدولة
كانت الأجواء هادئة جدا أمام محطة سمالوط والساعة تقترب من الخامسة والربع من مساء الثلاثاء الماضي عندما بدأت بعض الأعيرة النارية تخترق حاجز الصمت يصاحبها أصوات الهلع والرعب لتعلن تلك اللحظة عن جريمة في حق الانسانية انها جريمة قطار سمالوط رقم 979.
عامر عاشور عبد الظاهر مندوب شرطة يبلغ من العمر30 عاما مريض نفسي يطلق النار من مسدسه الميري بطريقة عشوائية رصاصات الغدر والخسة ليصيب بها قلب مصر قبل أن يودي بحياة فتحي سعيد عبيد ويصيب زوجته ايميلي حنا تكلا ويصيب أيضا كلا من صباح سنيوت سليمان وابنتيها ماريان وماجي نبيل زكي وخطيب ابنتها ايهاب اشرف كمال.
دقيقتان هي عمر وقوع الجريمة داخل العربة رقم 9 بالقطار رقم 979 الذي يقف لأول مرة بالمصادفة في محطة سمالوط قبل أن يلوذ المتهم بالفرار وقبل أن تتمكن قوات الشرطة من إلقاء القبض عليه ولكن دقيقتين أشعلت النار في كنائس المنيا حيث اشتعلت المظاهرات في سمالوط أمام مستشفي الراعي الصالح وأمام مطرانية سمالوط وفي المنيا في ملوي بدير البرشا ودير الجرنوس.
الروايات كثيرة ومتضاربة منها مايؤكد أن المتهم دخل إلي عربة القطار وبعد مروره بها توقف أمام هذه المجموعة وبدأ بتصويب رصاصة نحوهم وهو يقول لا إله إلا الله وذلك كما جاء علي لسان المصابين.
الرواية الثانية والتي ذكرها المتهم نفسه في تحقيقات النيابة انه بدأ إطلاق النار بعد مشادة حدثت بينه وبين والد الفتاتين بعد أن قام المتهم بالجلوس بجوار إحدي الفتيات مكان خطيبها الذي كان موجودا في نفس العربة مع أحد زملائه ومع تدخل الرجل لمنع المتهم من الجلوس في هذا المكان ظنا منه أنه يعاكسهما تطور الأمر حيث قام والد الفتاتين بسبه ونهره وقام بجذبه ناحيته وهنا حدث ما حدث.
علي الفور بدأت النيابة تحقيقاتها في الحادث التي باشرها المستشار محمد غراب المحامي العام الأول لنيابات بني سويف والمستشار عمرو أحمد مختار المحامي العام لنيابات شمال المنيا وفريق من نيابة سمالوط ضم محمد العشري مدير نيابة سمالوط ومحمد إبراهيم ومحمود صالح ومحمد العربي وكلاء النيابة.
محمد عبدالباسط حميد 22 سنة مقيم بالجيزة الشاهد الوحيد في الحادثة والذي استقل القطار من اسيوط قال في تحقيقات النيابة إنه عند توقف القطار بمحطة سمالوط دخل المتهم إلي العربة وسار قليلا للامام ثم رفع سلاحه دون أن يلفظ بأي كلمة وأطلق الرصاص بطريقة عشوائية علي الجالسين في المقاعد الامامية.
ويكمل محمد أنه عندما أحس بأن الدور عليه أسرع نحو المتهم وتشاجر معه مما نتج عنه سقوط السلاح من يد المتهم وعندما حاول المتهم الهروب تمكن من جذب الجاكت الذي كان يرتديه والذي كان يحتوي علي بطاقته الشخصية وموبايله الخاص.
جاء أيضا في تحقيقات النيابة أن المتهم يعاني من عدة أمراض نفسية وتقدم والد المتهم بالتقارير العلاجية والمستندات التي تثبت ذلك الأمر الذي تحاول نفيه الداخلية والأمر الجدير بالذكر أن المتهم دائم العمل كخدمة أمام كنائس بني مزار خاصة كنيسة العذراء وكنيسة ماري مينا ومطرانية ماري مرقص وفي عيد الميلاد كان خدمة علي مطرانية بني مزار.
مواطن قبطي من المنيا وأحد العاملين بمركز شرطة بني مزار والذي تعامل مع المتهم عن قرب قال لـ«الموجز» إن المتهم منقول من خارج المحافظة إلي مركز شرطة بني مزار من حوالي عام ونصف وفي البداية لم يتم تسليمه سلاحا وكان يعمل في الخدمات التي لا تتطلب حمل السلاح لأن ملف الخدمة الخاص به يحتوي علي تقارير طبية تفيد بأنه مريض نفسي ويعاني من اضطرابات لكن هذه التقارير محددة بمدة سنة أو 6 شهور علي ما أعتقد ويتم اعادة الكشف من الكومسيون مرة أخري للوقوف علي الحالة وهذا مالم يفعله المتهم.
يكمل المواطن القبطي لم يتم تسليم المتهم سلاحا سوي من مدة 6 شهور فقط وكان طبيعيا جدا ولم ألاحظ عليه طيلة فترة تعاملي معه أي شيء علما بأني أتعامل معه يوميا وفي مواقف مختلفة ولم يحدث مرة واحدة أنه خرج عن المالوف ولكن للأمانة سمعت من أحد زملائنا مرة بأن عامر أحيانا يجلس يكلم نفسه.. الفرق كبير بين رواية المتهم والمصابين والشاهد الوحيد وإن كان هذا لم يؤثر أو يغير في ردود الأفعال التي أشعلت النار في كنائس المنيا فالغضب وحده هو سيد الموقف في الأوساط المسيحية بالمنيا الشباب خرج عن المألوف في سمالوط فور وقوع الحادث بدأت المظاهرات التي امتدت حتي الساعات الأولي من صباح اليوم التالي حيث شهدت سمالوط تظاهر العديد من أقباطها امام مستشفي الراعي الصالح وامام المطرانية والغريب قيام بعض الشباب بإلقاء الطوب والحجارة علي المطرانية والمستشفي والهتافات العدائية للدولة كانت سيدة الموقف في مظاهرات المنيا في ملوي في دير البرشا ودير أبوحنس.
من جانبه أوضح الأنبا مكاريوس مطران المنيا وابوقرقاص لـ«الموجز» أن البيان الذي أصدرته مطرانية المنيا كان مجرد وصف دقيق للحادث حتي لايهول الناس ولايضخموا ولايسمعوا كلاما غير الذي نشرناه والبيان أعد بشكل كنسي بعيدا كل البعد عن أي مدلولات سياسية وقد التزمنا فيه الشفافية في نقل المعلومة لأن المصابين كما يعلم الجميع هم أبناء لمطرانية المنيا وكانت قد بدأت تظهر معلومات بطريقة خاطئة من شأنها أن تزيد النار اشتعالا.
أكمل الأنبا مكاريوس أن غضب أقباط المنيا يأتي بسبب توالي الأحداث علي فترات متقاربة فلم يمض 11 يوما علي أحداث كنيسة القديسين بالإسكندرية حتي وقع حادث قطار سمالوط والشباب شعر بأنه ليس هناك ردع وفي هذه اللحظات الذاكرة بدأت تسترجع الأحداث المخزنة بها فحتي الآن جناة نجع حمادي لم يلقوا عقابهم فضلا عن أحداث مختلفة مضت من الكشح إلي العمرانية مرورا بنجع حمادي وعدم وجود ردع سريع له نتيجتان أسوأ من بعضهما الأولي هي مزيد من الإحباط لدي المجني عليهم ولدي أهلهم وذويهم والثانية تشجيع آخرين علي تكرار ماحدث، وأكمل: الناس أصيبوا بالهلع وشعروا أن الخطر قريب منهم جدا ويلاحقهم فالخطر أصبح كامنا في القطار في الشارع وليس هذا علي الأقباط وحدهم بل علي إخواننا المسلمين.
أكمل الانبا مكاريوس: الحادث تأثيره لم ولن ينتهي إلا إذا كان هناك ردع كاف يشعر من خلاله الناس انه ليس من السهولة والبساطة تكرار مثل ذلك الحادث وأكد أن الأقباط راضون عن سير التحقيقات واهتمام الأمن الذي أخذ الأمور مأخذ الجد ولم يهون أو يقلل ولم يتعامل مع الحادث علي أنه حادث قتل عادي.
أضاف الأنبا مكاريوس الأقباط لم يفقدوا الثقة في الدولة ومظاهرات المنيا أمر طبيعي ورد فعل تلقائي نتيجة الغضب المتنامي ووجود شحن واحتقان وفي المقابل ليس هناك ما يريح الناس ويشعرهم بالأمان فكانت المظاهرات تلقائية من الشباب ولكن هناك عناصر اندست داخل المظاهرات هذه العناصر لها توجهات سياسية ومصالح وحسابات جاءت لتصفيتها مع الدولة اندست داخل المظاهرات وهتفت بشعارات معادية ذات طابع سياسي ونيابي وانتخابي وحركات سياسية لكن حسبوا علي الأقباط خطأ والشباب ردد وراءهم بشكل تلقائي وعفوي.
أضاف الأنبا مكاريوس أنه يرفض أي مطالبة بالتدخل الخارجي في شئون مصر الداخلية وقداسة البابا شنودة منذ أيام طالب أقباط المهجر بأن يكون رد فعلهم وتعبيرهم عن الاستنكار والغضب والاستياء في نفس اتجاه تعبير الكنيسة في مصر.
وأضاف القمص داود ناشد وكيل مطرانية سمالوط أنه ينتظر نتيجة التحقيقات وقرار المحكمة والعدالة الناجزة هي التي تريح وتثلج الصدور والقلوب المكلومة وأنه شخصيا لا يعرف مرتكب الحادث ولابد من الاستناد إلي آراء من شاهدوا الحادث ولكن السؤال الذي يحير الجميع هو لماذا هؤلاء بالتحديد؟!
أكمل الاب داود ناشد: أولادنا الشباب في حماس شديد والشباب بطبعه ثوري وما قاموا به من مظاهرات أمر طبيعي عقب أي حادث أو حادثة لم يتبين حقيقة معلوماتها وهذا مايحدث في أي مظاهرة خاصة أن الضحايا لاذنب لهم ولا جريمة فقد خرجوا ليحضروا شبكة ابنتهم ولم يفعلوا شيئاً.. واكمل موجها كلامه للشباب المسيحي بالمنيا قائلا: لابد من الهدوء وضبط النفس والتحلي بالحكمة ويرشدنا إلي ذلك قداسة البابا شنودة ونيافة الانبا بفنتيوس أسقف سمالوط.
اختتم القمص داود ناشد كلامه قائلا: هنروح من بعض فين فنحن نسيج واحد وهذا حقيقي وليس كلاما مستهلكا فاخويا حسن مازال يسكن بجواري وحنا صديق لمحمد هنروح فين من بعض فنحن نتشارك في السكن والعمل وفي كل شيء وليس هناك أي فتن طائفية وهذه المشاعر والأحاسيس التي ظهرت من إخواننا المسلمين عقب حادث الإسكندرية وفي عيد الميلاد لا يمكن نسيانها وهي مشاعر صادقة نابعة من القلب.
المهندس مجدي ملك أوضح أن الأحداث والأزمات لن تنتهي سواء تشابهت أو اختلفت فلا يكاد يمر يوم واحد دون سماع أخبار موجعة في مختلف بلاد العالم وحادثة قطار سمالوط ليست الأولي ولن تكون الأخيرة ولكن توقيتها جاء عقب حادث الإسكندرية الإرهابي وماصاحبه من تداعيات وردود أفعال كل هذا جعل الأمور تشتعل في المنيا وقد اعتدنا دائما علي أن الأزمات تساعدنا علي إيجاد علاج لمشاكلنا ويجب أن نعترف أن هناك خللا ما متكررا يحدث في معالجة كثير من المشاكل التي حدثت مما يتسب في إثارة الرأي العام وذلك لعلاجها بعيدا عن القانون.
أكمل مجدي ملك: يجب علينا جميعا أن نناشد الشباب المثقف أن يكون له دور مؤثر في تهدئة إخوانهم من الشباب الغاضب الذي نقدر غضبه جيدا ونحترم مشاعره ولكن لابد من تفويت الفرصة علي بعض المغرضين الذين يندسون في المظاهرات ويستغلون الشباب لإقحامهم في توجهات خاصة بهم وهذا ما أكد عليه قداسة البابا مرارا وتكرارا لكل أبنائه لأن حماية أمن مصر واستقرارها هي مسئولية الجميع والحياة لن تتوقف عند حادث مهما كانت بشاعته ويجب أن نأخذ من الأزمات عبرة لتصحيح الأخطاء.
أما إيهاب رمزي المحامي القبطي المعروف ومحامي المجني عليهم صرح للموجز قائلا ما حدث شيء مؤسف ومحزن فقد أصبح هناك متطرفون ضمن رجال الشرطة وهذا شيء خطير ومصدر رعب شديد ومعني هذا أن الأمر يتطلب فحص أهواء وميول كل من يعمل بالشرطة وهذه مسألة ليست سهلة.
وأضاف إيهاب رمزي هذا الحادث جديد علي المنيا فهذا الحادث إرهابي وليس طائفيا وهناك فرق كبير بين الاثنين خاصة في الفكر فمرتكب الحادث شخص مؤمن بأفكار يتصور انه بما يرتكبه يقدم خدمة إلي الله وجميع المصابين أكدوا في أقوالهم للنيابة أن المتهم قام بالتصويب مستهدفهم مرددا كلمة لا إله إلا الله.
أكد إيهاب رمزي انه يطالب بالقصاص العادل وتطبيق قانون العقوبات بحيث تكون العقوبة تتناسب مع ما تم ارتكابه من جرم لأن ذلك فيه شفاء للنفوس ولابد من إعادة النظر في كل العاملين بوزارة الداخلية.. إيهاب رمزي أكد أيضاً انه دائما بعد أي جريمة يعقبها تعبير عن الغضب ولكن أطالب الشباب المسيحي بأن يكون موقفهم في التعبير عن غضبهم هو موقف هادف حتي لا نفقد تعاطف أجهزة الدولة المعنية معنا في هذا التوقيت.
ماهر نجيب المحامي والذي يعرف المتهم شخصيا قال أتعامل مع المتهم بشكل دوري فهو دائما مايكون خدمة علي كنائس بني مزار وأثناء ذهابي للكنيسة القي عليه التحية هو وزملاؤه وأقوم بإعطائهم الشاي والدخان ولم ألاحظ علي المتهم أي اضطرابات بالعكس فهو طبيعي جدا.
أكمل ماهر نجيب: لابد أن تلتفت الدولة إلي الخطر الداهم الذي سيلتهم الوطن بأكمله فما يحدث لايمكن تصنيفه بأنه أحداث عابرة وانما هذه الأحداث بمثابة الحجر الذي سيحرك المياه الراكدة ولابد أن تلتفت الدولة إلي المشاكل التي تراكمت من عشرات السنين دون إيجاد حلول جذرية لها ولذلك لابد من البحث عن أصل المشاكل الطائفية التي أدت إلي الاحتقان وإلي عدم قبول الآخر وهذه النعرة لم تكن موجودة منذ مئات السنين لأنها نعرة مستوردة تهدف إلي إحداث خلل حقيقي في نسيج الوطن المصري فهم يريدون ضرب مصر في القلب في أعز مالديها.
أكمل ماهر نجيب: تلك النعرات أثرت في أفكار البعض وهي ليست خطرا علي المسيحيين فقط بل علي المسلمين أيضا فهذه النعرات تكفر كل شيء فقد اتخذت الشكل الإسلامي فقط دون جوهر الدين الإسلامي الصحيح الذي يسمح بالتعددية وقبول الآخر وحماية الأقليات ولذلك لابد من الردع الذي يخيف كل من تسول له نفسه التفكير في مثل هذه الأمور.
أكمل ماهر نجيب: لا أحد يمكن أن ينكر أن كثيرا جدا بل الغالبية من إخواننا المسلمين تألمو لما حدث وكان غضبهم لا يقل عن غضب إخوانهم الأقباط خوفا علي أشقائهم في الوطن والمشاعر التي أعقبت حادث الإسكندرية لايمكن نسيانها وعلينا جميعا أن نستثمر هذه الوقائع لإحداث حائط صد لأي فكر متطرف أو أي جماعة تريد أن تحدث شقاقا بين شركاء الوطن نريد من الدولة أيضا أن تستثمر ذلك والتي جاء علي لسان رئيس وزرائها (أن احداث كنيسة القديسين كشفت عن وجود احتقان طائفي إذا نما سيأكل الأخضر واليابس).
أكمل ماهر نجيب: لابد من العمل من كل فرد ومؤسسة وهيئة إضافة إلي المساجد والكنائس لتنمية روح المواطنة وروح الحب والتسامح التي عاش بها المصريون طيلة حياتهم ولابد من زرع الثقة مرة أخري لدي الأقباط بأن الدولة تحميهم فالأقباط الآن فقدوا الثقة في أن الدولة تحميهم.
اختتم ماهر كلامه مؤكدا أن مصر حتي الآن مازالت بخير ولسنا في حرب طائفية كما يحاول البعض تصويرها وأنا أربأ بأقباط المهجر أن يطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل لحماية الأقباط فليس هناك حماية للأقباط سوي إخوانهم المسلمين الذين يعيشون معهم ومسيحيو مصر هم أول من يتصدي لأي تدخل خارجي يمس مصر أو أبناء مصر والتاريخ يشهد للأقباط علي مر العصور أنهم رفضوا الحماية الأجنبية ووقفوا ضدها لأننا في المقام الأول مصريون أولا وأخيرا ننتمي إلي تراب هذا البلد.
بينما قال عصام كمال رجل أعمال إن التعبئة المغلوطة هي من فجرت مظاهرات الإسكندرية التي استمرت لأشهر دون وعي ضد الأقباط.. فولدت شاباً قام بالتفجير فكانت الكارثة وأري أيضا أنها التي أنتجت قاتل سمالوط.
فالشباب القبطي الغاضب له مطالب وله أخطاء علي الحكومة أن تفحص مطالبه وعلي الكنيسة أن تعالج أخطاءه ولابد من تدرج الشباب في المجتمع وألا يكونوا معزولين ومتقوقعين في مجتمع مواز داخل الكنيسة ولذا فلابد أن تقوم أجهزة الدولة بتوسيع دائره المشاركة بين الشباب المسيحي والمسلم في جميع الأنشطة إلي أن يندمجوا سويا ويزول الاحتقان.
أضاف عصام كمال: أشكر فضيلة شيخ الأزهر أحمد الطيب الواعي المثقف علي فكرة بيت العيلة والذي أرغب من فضيلته في أن أكون أول المنضمين إليها.. نحن شعب عاطفي فالوحدة الوطنية تزهو وتزدهر بفيلم ومسلسل تليفزيوني ولكن علي الحكومة أن تنظر هذه المرة باهتمام إلي مشاكل الأقباط وتعالجها.
بينما اكد د.عبدالرؤوف المغربي وكيل وزارة الأوقاف بالمنيا أن الإسلام لا يقر القتل ولا يقر العنف بكل أنواعه بل الإسلام عانق جميع الأديان والقرآن الكريم يقول: «من أجل ذلك كتبنا علي بني إسرائيل أن من قتل نفسا بغير نفس أو فسادا في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا».. والنفس البشرية محرمة والإسلام بريء من التهم الباطلة التي تلصق به فقد يحدث ما يعكر الصفو ولكن هذا ليس له علاقة بالإسلام وهذه أمور خارجة عن الإرادة والسيطرة.
وأضاف د.عبدالرؤوف: الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة أقام الدولة المدنية وأرسي حرية العقيدة وحرية الرأي وحرم قتل النفس والرسول قال في حديثه (من آذي ذميا فليس مني وأوصيكم بمسيحيي مصر خيرا فإن لي فيهم نسبا وصهرا) والعهود العمرية أقرت بأن لهم صلبانهم وكنائسهم ولا يجوز الاعتداء عليها لذلك فإن ماحدث لاتقره الأديان جميعا ونحن نستنكره ولا نوافق عليه البتة ولايجوز الاعتداء علي نفس غير المسلم ولا دمه ولا عرضه وله أن يمارس طقوس ديانته كيفما شاء.
الدكتور أحمد ضياءالدين محافظ المنيا عقب الحادث مباشرة أصدر بيانا قال فيه إن الحادث ليس به أي شبهة طائفية سوي أنه شخص صعد إلي القطار وأطلق النار بطريقة عشوائية ليس فيها أي مؤشر أو أي توجه وأي دلالة، لأن الضحايا كان يركبون القطار وليسوا معروفين للجاني ولا هو معروف لهم.
أضاف المحافظ أن الجريمة هي جريمة جنائية بالمقام الأول سينال الجاني جزاءه بعد إنهاء التحقيقات معه وتقديمه للقضاء مؤكدا أهمية تكاتف جميع المواطنين والوقوف صفا واحد أمام أي محاولات للتأجيج والإثارة.
في النهاية هناك عدة حقائق وضحت أهمها أن القطار رقم 979 توقف في سمالوط مصادفة وان المتهم ليس له أدني علاقة بالمجني عليهم وأنه اثناء ارتكابه للجريمة لم ينطق بأي كلام وكونه مريضا من عدمه هذا ماسيحدده الأطباء أثناء توقيع الكشف عليه وكل ذلك يقودنا إلي التأكيد بأن حادثة قطار سمالوط حادث جنائي وليس طائفيا.