«جيش الإسلام».. «تنظيم» يرفع شعارات «بن لادن».. و«شاليط » وراء شهرته كتب شريف سمير ٢٤/ ١/ ٢٠١١ |
«مجموعة من المجاهدين تربوا على الإسلام.. واتخذوا من كتاب الله وسنة نبيه نهجا لهم، ونورا لطريقهم وجهادهم المقتصر على الداخل الفلسطينى من أجل تطهير البلاد من بعض تجار الدم والأخلاق والرذيلة».. كانت هذه العبارات هى نقطة الانطلاق ليبدأ جيش الإسلام الفلسطينى نشاطه فى غزة، معلنا الحرب على كل من هو متهم بمعاداة الإسلام، وبمرور الوقت صار تنظيما فلسطينيا سلفيا يوالى تنظيم القاعدة وينفى انتماءه إلى أى حزب أو تيار سياسى، ويعتبر ولاءه الأول لفلسفة تطبيق الشريعة وحماية الإسلام. وتشير التقديرات إلى أن عدد الأفراد المنضوين تحت لواء الجيش وصل إلى ذروته «٢٠٠٠ عنصر» عند تأسيسه عام ٢٠٠٦، ثم سرعان ما تراجعت قدرات الحشد والاستقطاب وتراجعت مستويات الحضور حتى وصلت إلى عدة مئات فى أفضل الأحوال. واعتاد التنظيم فى بياناته المكتوبة والمصورة استخدام اسم «أسامة بن لادن»، زعيم تنظيم القاعدة، كما أن شعاره يحتوى على رسم للكرة الأرضية وسيف ومصحف ولا يرمز بشىء إلى فلسطين، إلا أنه لم يؤكد ولم ينف صلته التنظيمية بـ«القاعدة»، واكتفى بالاعتراف بأنه: «يجوز أن يكون فكر الإخوان فى تنظيم القاعدة، والمبادئ التى يعملون على أساسها متطابقة مع أفكار ومبادئ الإخوان فى جيش الإسلام، وهذا لا يعنى التبعية للقاعدة بالمعنى الشمولى للكلمة، وفى الوقت ذاته، فنحن فى خدمة أى جماعة أو أشخاص أو أفراد يحملون راية التوحيد والجهاد، وهدفهم نشر الدعوة والدين على منهج الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لإعلاء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله». وجاءت اللحظة التأسيسية الأولى للتنظيم، مع اعتقال الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط بأيدى عناصر جيش الإسلام «برهانا عمليا» على تحالف التنظيم مع حركة حماس الفلسطينية، إلا أن الشراكة بين الطرفين فيما يبدو لم تدم طويلا، لتنقلب إلى عداء شديد نتيجة مقتل اثنين من عائلة ممتاز دغمش (مؤسس التنظيم، العضو السابق فى جهاز الأمن الوقائى التابع للسلطة الفلسطينية)، ومن هنا توترت العلاقة بين جيش الإسلام وحماس. ويمتاز عناصر جيش الإسلام فى غزة بارتداء ما يعرف بـ«الجلباب الباكستانى»، والطاقية السوداء، ويشتهرون باللحى الطويلة، ورغم أن التنظيم يفتقر لأسماء من العلماء البارزين، فإن عناصره يواظبون على قراءة ما يصلهم من منشورات وما ينشر من دراسات على المواقع والمنتديات الإلكترونية المقربة والتابعة لـ«القاعدة». وفتح المد الشيعى مجالا أوسع للخلاف بين جيش الإسلام وحماس على ضوء العلاقة التى تربط حماس وبعض القوى فى الساحة الفلسطينية بإيران، فقد حذر التنظيم فى النصف الأول من العام الماضى مما سماه«المخطط الصفوى الشيعى الذى يلوح فى الأفق، ويرسخ أقدامه على الأرض، ويسعى لتخريب البلاد».. ثم جاء اتهام وزير الداخلية حبيب العادلى بتورط التنظيم فى حادثة «كنيسة القديسين» بالإسكندرية بداية العام الحالى ليحمل دلالات خطيرة على أن جيش الإسلام يتوسع فى نشاطه لتبلغ أذرعه أى مكان أو فئة للقضاء عليها فى سبيل «العودة إلى زمن الخلافة الإسلامية»، اعتقادا بأن حال الدول العربية والإسلامية لن يستقيم إلا بهذه الوسيلة |