مفاجأة.. "جيش الإسلام" الفلسطينى الذى يقف خلف تفجير "القديسين" هو الجهة المتورطة فى حادث "الحسين".. وتكهنات بصدور تكليفات لعناصر التنظيم بالتسلل عبر أنفاق غزة لتنفيذ العمليات فى الأراضى المصرية
ربما لم تكن صدفة أن تنظيم "جيش الإسلام" الفلسطينى هو الجهة التى تقف وراء تفجير القديسين بالإسكندرية الذى راح ضحيته 23 قتيلاً وأكثر من 90 مصاباً ليلة رأس السنة، حسبما أعلن اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية فى كلمته خلال عيد الشرطة، وذلك لأنه هو الجهة نفسها التى تقف وراء تفجير "الحسين" وسط القاهرة، كما ذكرت وزارة الداخلية فى بيان سابق لها حول الحادث.
وتنظيم "جيش الإسلام" الفلسطينى، وهو جزء من تنظيم "القاعدة"، يقف وراء تفجير ساحة المشهد الحسينى وسط القاهرة فى فبراير الماضى، وأثار البيان الذى أعلنته الداخلية وقتها، شكوك خبراء فى شئون الحركات الإسلامية بالنظر إلى أنه أشار للمرة الأولى إلى وجود نشاط لتنظيم "القاعدة" فى مصر، وترجع المصادر أنه صدرت تكليفات لعناصر التنظيم بالتسلل عبر الأنفاق إلى قطاع غزة لتلقى تدريبات عسكرية ثم العودة من جديد إلى الأراضى المصرية بنفس الطريقة، لتنفيذ هجمات تشمل منشآت سياحية وخطوط إمداد النفط، بالإضافة إلى التخطيط لعمليات مشابهة فى فرنسا.
وأكدت وزارة الداخلية المصرية أن أجهزة الأمن تمكنت من اختراق التنظيم وكشف قنوات الاتصال بين فروعه والشفرة التى يستخدمها أعضاؤه.
وقال بيان وزارة الداخلية المصرية حول تفيجرات الحسين، إنها تمكنت من تحديد مجموعة من العناصر المصرية وأخرى أجنبية من المرتبطين بتنظيم "القاعدة"، وما يُسمى بـ"جيش الإسلام الفلسطينى" تتحرك لتنفيذ عمليات إرهابية فى مصر وأُخرى فى الخارج، وأنه تم ضبط 7 من جنسيات عربية وأوروبية وبحوزتهم عبوات مُتفجرة وذخائر.
وأشار البيان إلى أن إدارة نشاط تلك البؤرة تتم من خلال مصريين هاربين خارج البلاد هما أحمد محمد صديق وخالد محمود مصطفى، وسبق تكليفهما لبعض العناصر بالتسلل عبر الأنفاق الأرضية من مصر إلى قطاع غزة لتلقى تدريبات متقدمة فى مجال إعداد المتفجرات والدوائر الكهربائية والتفجير عن بعد، وإعداد الشراك الخداعية ثم متابعة عودتهم مرة أخرى عبر تلك الأنفاق، لتنفيذ ما يصدر لهم من تكليفات فى هذا الشأن.
وثبت– حسب البيان- أن قيادة تلك البؤرة الإرهابية تمكنت أيضاً من استقطاب وتجنيد عناصر أجنبية بعضهم حضر للبلاد تحت ستار الدراسة وإعدادهم تنظيمياً لتنفيذ العمليات العدائية، وأن عمليات التلقين والتدريب خصوصا بالنسبة للمتفجرات، ارتكز جانب منها على مراجعة المعلومات المتوافرة ببعض مواقع شبكة الإنترنت.
الأزمة لم تكن فى ذلك فقط.. بل لجأ مصدر أمنى مصرى رفيع المستوى فى وقت سابق إلى نفى تقارير "إسرائيلية" بأن هناك عملية مشتركة، تتم بين تل أبيب والقاهرة، للقضاء على قيادات تنظيم "جيش الإسلام" فى قطاع غزة وسيناء.
وقال المصدر الأمنى: "لا توجد تنظيمات (إرهابية) فى سيناء، ولا توجد نشاطات لأى جماعات سواء فلسطينية أو حتى مصرية ، وأن سيناء مؤمنة تماما و مسيطر عليها، ولا توجد عمليات مشتركة مع (إسرائيل) سواء أمام الكواليس أو حتى خلف الكواليس".
وأضاف المصدر، الذى رفض ذكر اسمه، أنه لا توجد حملات اعتقال فى سيناء سواء لمصريين أو فلسطينيين ، وأن هذه التصريحات للتغطية على الحملات "الإسرائيلية" ضد قطاع غزة ، وإضفاء الشرعية عليها.
وقال المصدر "ما يحدث فى قطاع غزة شأن فلسطينى داخلى، وتلعب مصر دورا هاما فى عمليات الصلح بين مختلف القوى الفلسطينية فى النور و أمام العالم كله ، وليس من وراء الكواليس".
وكانت الإذاعة "الإسرائيلية" زعمت نقلا عن مسئول أمنى "إسرائيلى" فى وقت سابق أن هناك عملية "إسرائيلية" مصرية مشتركة تجرى من وراء الكواليس للقضاء على قيادات تنظيم جيش الإسلام الذى يتخذ من قطاع غزة مقرا له وذلك لإحباط الاعتداء الذى يخطط له التنظيم لاستهداف السياح "الإسرائيليين" فى شبه جزيرة سيناء.
وزعم المسئول أن "إسرائيل" أبلغت قبل أسابيع المخابرات المصرية بتسلل عنصرين من عناصر التنظيم من قطاع غزة إلى سيناء للإعداد للاعتداء المذكور ما دفع أجهزة الأمن المصرية إلى القبض عليهما مع بعض الفلسطينيين المقيمين فى شمال سيناء خاصة فى رفح المصرية والعريش.